الأحد، 9 يونيو 2013

منبر الحوار الحر __الجلاد ونور

مصطفي عبد العاطي‏_ مصر
على الهواء مباشرة ومثل كل حوار يمكن أن يشغل عقل الناس ويؤثر على ضميرهم ويصنع مناخا مسطحا للحقيقة دار حديث حاد بين الأستاذ مجدي االجلاد والدكتور أيمن ونور ، والغريب أن الاثنين اجتمعا على كره الاخوان مع اختلاف منطوقهما في الحكم ، فالجلاد يكرههم من منظور مهنى حيث يراهم أناسا لا يحسنون إدارة الحكم ، ونور يكرههما من منظور ليبرالي ، ورغم هذا الجمع في الاتفاق حول الكره بينهما نشأ هذا الصراع الدموى لبيان أيهما القوى في إضافة " البهارات ، والسلطات ، والأنواع الحريفة " على الموقف للقيام بديلا عن الصفوة الحقيقية التي تحمى البلاد والتعبير عن لسانهما دون أن يكون لهما سلطان على محو الاخوان باعتبارهما بديل الصفوة ، وبذلك يكونان كما اختلفا حول كره الإخوان علنا اتفقا ـ أيضا ـ حول إفادتهما ولا أعتفد أن هذه الافادة نزلت على الاخوان من السماء كما يظن البعض ذلك بكل أسف عن كل الجولات التي كسبها الاخوان ، ولا أظنها أيضا على غير وعي من الأخ الجلاد ، وإذا كانت هذه على غير وعي فهل صناعته للإخوان المسلمين عن طريق صحيفته المصري اليوم كانت على غير وعي فلم يعرض الاخوان باعتبارهم مضطهدين وأثارة الشفقه نحوهم مثله ، بما لم يستطع أن يفعل سواه في أوساط ثقافية وليبرالية فذبح النخبة الواحدة من الأمة وأظهرهم مختلفين " وهلافيت " ولا يستطيعون إدارة البلاد من ناحية ، ومن ناحية أخرى فعل ما لم يفعله المسرح اليوناني القديم في إثارة الشفقة نحو الاخوان ومنع نشر المقالات الصفوة المستنيرة الحقيقية التي كانت تصل إليه ، وتخيلوا أن الجلاد الذي كان في طالع سعده ووعده وأدار جريدة أطفأت جريدة مصطفى شردى رحمه الله أو بصراحة تغيرت لها الأدوار على الساحة ، كان تبريره الوحيد عن وقوفه الجلد مع الاخوان أنه لم يكن يعرف أن الاخوان كذلك .. وطبعا علينا أن نصدقه .. وتوتة .. توتة .. خلصلت الحدوته ، وإذا كان قد عرض الإخوان في صورة المفترى عليهم دون الأوساط المثقفة أفقر خلق الله بالفعل من الوحش الكاسر حسني مبارك وهو لا يعلم حقيقتهم ، فهل غفلت جريدته الكبيرة والشهيرة والعالية الصيت أن تعرف أن دار الاعتصام .. دار عمر التلمساني رحمه الله .. دار الاخوان المسلمين بالطبع ، كانت تطبع كتب وزارة التربية والتعليم في عهد حسني مبارك وهذا بالطبع يساوي مليارات ، والمشكلة ليست في وقوع المزاد على المطبعة الشهيرة المشكلة يا جلاد أن تجمع بين ذلك والاضهاد في آن واحد !!! وهل عقله الصحفي وأمانة المهنة لم تقل له أن سجن البعض من الاخوان دون سواهم كان لرفع معيار قيمتهم لتخلص أغلبهم مما يرفع معيارهم أخلاقا وعلما مع احترامي وكامل تقديري لكل ذي خلق وعلم بينهم .. أو أن النتيجة كانت كذلك بالفعل وهل كان اكتشاف الحقيقة هو السبب في ترك المصري اليوم وتصادف أن كان ذلك في الانقلاب على الاخوان ونزع صفة المسلمين منهم .. كل أمورك يا جلاد قامت على المصادفة وعدم المعرفة لكنها حتى الآن تصب نتائجها في صالح الإخوان فالشيمة اللاذعة لهم التي أرفضها في الخلاف يقابلها عندك أحاديثك وأخبارك المفبركة الحسنات يذهبن السيئات !!! والناس تقول ببساطة كيف نصدق منه ما يقوله بعد الفبركة بخبر ليس له داع ولم يحمل أي مفاجآت في مضمونه ومنطوق كلامه بالفعل متناقض مع الموقف وروح مبارك التي نعرفها عنه ، فأنت شتمت الإخوان وأنت مسحت كل ذلك بيدك .. ولك الشكر ويكفي في النهاية أنه فته بابا للشكوك في أخباره وفي النهاية يجب أن يظل في الفضائيات ورئاسة الجريدة وعلى فكرة زيادة التوزيع وانخفاضه للجريدة هو يعلم أسبابه الأخرى غير البحث عن الحقيقة التي تتحمل آلامها ... أما أيمن نور فالحديث فيه يحتاج إلى وقفة خاصة ، ويكفي أن أشير أن خلافه مع الاخوان واتفاقه المعلن مع أمريكا جمع بينهما على إرادة واحدة ، ولا أتهم الرجل بعلاقاته الأمريكية من منطق خلافه مع حسني مبارك ، وإنما اختلف معه من منطق علمي بحت بحسب تخصصي في النقد الأدبي ونقد المقال فقد كانت جريدته قبل سجنه الذي لا نرضاه لمخلوق إلا بحقه تنقل الروح الأمريكية للقارئ المصري في كل حرف وجملة وفكرة بما يعني استبدال روح حاكمة بروح جديدة .. وربما تكون هناك مناسبة للكلام عنه .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق