الأربعاء، 12 يونيو 2013

سفر في الحيرة مقتطف من كتابي الادبي (حديث الروح) الصادر سنة 2002_



 الاديبة  الشاعرة التونسية _العربية _ اميرة الرويقي_

احلق بعيدا على متن نثري المبعثر وروردا حين تحمر خدودالشمس,فتغدو عروس فضاء شاسع لا يفقه للحدود مكانا, يستبد بها الخفر فتصبح الخفر ذاته.
واواصل التحليق باحثة عن محطة احط بها, عن مرافا افك في زواياه حقائبي, عن مطارتركن فيه رغباتي الجامحة للسفر الى الراحة .
هذه الراحة التي تصير كلما حلقت بعيدا على اجنحة نثري المنغرس في قلب اوراقي كانه نبال حادة, صعبة الادراك ومستحيلة المنال. كم اغراني هذا التحليق فوق السحاب القطني اللون, وفوق تلك النجيمات الفضية التي تتجمع في نقطة واحدة بعيدة في سماء حياتي فتمسي كتلة واحدة من ضياء يتحدويتقد واخيرا يشتعل حتى يظحى بركانا يلقي بحممه, في جوف الليل نيازك حارقة وشرارات يلتهم لهيبها حقول القمح والشعير والحنطة في مواسم الحصاد , .
تتجمع اسئلة كثيرة تصطف واحدة تلو الاخرى في ساحة تفكيري وفي فضاء حيرتي , تتقدم في خطى ثابتة نحوي , الواحدة تلو الاخرى تطالبني ... تعاتبني ... تلقي عليا اشواكها الحادة ترميني بحجارتها النابية فتدميني , وتسيل دماء تفكيري على اديم هذا الفضاء الاخذني في رحلة لا بدء لها ولا انتهاء. تتدحرج ادمعي كانها دمي لا ادراك لها ولا ارادة فوق بساط حيرتي , الرافضني المتافف مني.
انه بساط يمقت الالوان ويهزا بالاحجام, وبكل الاشكال لا يقر .
انه بساط استثنائي, تولد فوقه ازهار الصيف وتموت في جنباته اوراق الخريف الصفراء. انه الحياة والعدم في ذات الان.
انه التنافر والانسجام في نفس الوقت .
انه التفكير والحيرة , بل قل انه نثري المحلق بي فوق كل الظلمات
وحيرتي الراحلة بي الى مناطق الضوء في دجايا الدامس .
وكم اغراني الطيران فوق كل الاوجاع, عساني اجد فيه ملاذا او ربما وانا اطير استطيع الامساك بتلابيب الانعتاق , او ربما احقق امنية استحوذت على كل تفكيري , وهي الهروب ؟؟ لكن الهروب الى اين؟
وممن؟ هل اهرب من ذاتي؟؟اوليس هروبي هذا سوى نقطة انطلاق في العودة؟؟
كلا ربما هو هروب من الهروب ذاته؟؟
كم اغراني محيا الشمس في سويعات الصباح الاولى , وهي تستحم في جوف البحر,
وهي تتمطط بغنج ودلال فوق سطحه الازرق كانه كتلة كبيرة من الزفير الرائع الجمال.
وكلما ازدادت الشمس في اغرائي كلما ازداد التحليق بي مسافات في الغد الذي اجهله ولكنه لا يجهلني , بل يعرف كل اشيائي ,,,,,,,,,

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق