الجمعة، 14 يونيو 2013

انقلاب "شفّاف" في قطر بعد أربع انقلابات بيضاء "أبوية"



مصطفى العمراني _مدير مكتب البرقية التونسية العالمية _ المغرب




يبدو أن لعنة الانقلابات التي لازمت تنقيل السلطات في دويلة قطر سيستمر آثرها إلى الألفية الثالثة، التي عرفت بزوغا قطريا مفاجئا على مستوى السياسة الدولية و النهضة الإقتصادية التي اعتمدت الثروات النفطية و الغازية التي يحتويها الجوف القطري.أنباء عديدة تناقلتها كبريات المواقع و الوكالات الإخبارية العالمية عن احتمال كبير في تنقيل الأمير القطري حمد بن خليفة مقاليد الحكم إلى ابنه تميم، بعد سابق تأكيد من أحد المسؤولين القطريين عن قرب تنازل الإبن المنقلب عن الحكم، لصالح ابنه من الأميرة موزة المثيرة للجدل.
التغير المتوقع في القيادة القطرية يرجح أن يشمل رئيس الوزراء الحالي حمد بن جاسم آل ثاني 53 عاما، مع احتفاظه بمنصب رئيس هيئة قطر للاستثمار إحدى أكبر المؤسسات المالية الخليجية التي تعد العمود الفقري للنظام القطري. إلا أن أنباء أخرى تفيد أن تفويت مقاليد الحكم للإبن تميم عديم التجربة سياسيا قد تكون صورية فقط، على اعتبار أن الأب حمد سيبقي زمام الدويلة النفطية بيده إلى حين "نضوج" الإبن الحاكم، يقول باتريك نيل الخبير الأمني في قضايا الخليج.
الحديث عن انقلاب جديد يؤثث المشهد السياسي في قطر بعد الانقلاب الأبيض الأخير الذي أوصل حمد بن خليفة إلى الحكم، بعد عزله لوالده خليفة بن حمد آل ثاني، بات موضوع تحاليل سياسية عديدة حول مدى قدرة قادة قطر على تفعيل نهج ديموقراطي في الحكم، في ظل التدخلات القطرية العديدة في الشؤون الداخلية لغيرما بلد عربي بدعوى مناهضة الديكتاتورية و السعي في نشر الديموقراطية.
عرفت قطر سلسلة انقلابات على مدى القرن الماضي، و التي استهلها الأمير أحمد بن علي آل ثاني بالانقلاب على والده علي بن عبد الله آل ثاني سنة 1960 بعد 12 عاما في الحكم، و هي نفس المدة التي قضاها الأمير أحمد حاكما على قطر قبل أن ينقلب عليه ابنه خليفة بن حمد آل ثاني سنة 1972، هذا الأخير الذي تنعم بكرسي الحكم مجموع مدد من سبقة (23 عاما)، قبل أن يقرر إبنه الحاكم الحالي حمد بن خليفة عزله عن الحكم في انقلاب أبيض ساعده على تدبيره أفراد من عائلته و قادة من الجيش و زوجته الحالية موزة، ليعود الحديث اليوم عن انقلاب أكثر بياضا من سابقيْه على حمد بن خليفة، بعد 18 عاما كحاكم قطري، غيَّر معالم الدولة الخليجية المشاكسة.
تعددت تأويلات تنازل حمد عن عرش الحكم، بين من يؤكد وجود تدخل أمريكي رافض لاستمرار حمد في الحكم بسبب بعض مواقفه الأخيرة من بعض القضايا الإقليمية و العربية، و بين من اعتبر الأمر شأنا قطريا "جد داخلي"، لعبت فيه نساء بلاط الدوحة دورا محوريا، بسبب رغبة الأميرة موزة في تحقيق حلمها برؤيتها لابنها "المدلع" تميم حاكما على قطر، و هو الأمر الذي سبق و تنبأت به عدة كتابات سابقة.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق