الثلاثاء، 11 يونيو 2013

تركيا والعرب




أريد أن أسأل كل سياسي وغير سياسي عن سبب مباشر وصريح للمظاهرات التركية ضد أوردغان ، وإذا كان لم يرد إلا سببان : الأول : تقطيع عدة أشجار في ميدان والثاني : كما ورد عنهم عودة أوردغان إلى روح الدولة العثمانية ، وإذا كان لا يوجد عاقل واحد يمكن أن يصدق أن مجرد تقطيع عدة أشجار أن يكون سببا في تفجير 75 مظاهرة في 48 محافظة في يوم واحد ، فلا يبقى سوى السبب الثاني ، وهو إعادة مجد الدولة العثمانية على أشلاء الدول العربية من خلال الفرق الدينية في مخالفة جديدة عن العثمانية الأولى على سخطها للعرب مما يعني خلافة عثمانية محمومة وقاتلة وفاتكة وتكون الأولى رحيمة جدا بالنسبة لها .
ومن حق العاقل أن يناقض كلامي بأن كل دولة تتمنى زيادة رقعتها على حساب الأخرى ، فكيف يكون ذلك للشعب التركي ؟ وأزيد القارئ في ذلك أن الأمر يكون محببا إذا كانت الدول العربية وشعوبها تغط في نوم عميق بل إن دولا كاملة نفطية تسعى إلى ذلك بقدم وساق وبكل ما تملك من كيد بل وإن مؤسسات كاملة في مصر وعلى رأسها مؤسسات مشهورة يمكن معرفتها بسهولة قدمت تراتيل الولاء للفاتح الجديد .. فكيف بالشعب التركي أن يقف ضد هذا وآماله بالولاء مفتوحة وواسعة .. والإجابة تكون في أمرين : أولا : ما عاناه التركي من إنفاق ونزيف أموال على المسلسلات العربية ورحلات العرب المستقدمين عليها لهذا الغرض ، ودليلي على ذلك محاولات الأتراك طرد هؤلاء العرب وقت الاحتجاجات ، فعداوتهم ليست عداوة مسلطة على الجنس العربي في حد ذاته ، وإنما في إنفاق الأموال عليهم لأغراض يختلفون مع أوردغان فيها حول مصلحة بلادهم .. وثانيها : أن التقدم التركي الملحوظ في التولوجيا العسكرية وسواها بعد التحالف التركي الإسرائيلى لهذا الغرض وسواه من الصناعات الأخرى لن يدوم طويلا ، فالتخلف العربي وهو هدف تركيا وإسرائيل ودول الغرب لن يكون إلا بتخلف تركيا ذاتها ، فالناس على دين ملوكهم ، فهذا التقدم سيتبعه تخلف لتركيا لا محالة ، وبمراجعة التاريخ ترى أن الخلاف بين محمد على والدولة العثمانية كان حول التخلف والمدنية ، وكان الخديو إسماعيل يبدي دائما أنه ما ذنبه إذا كنا نريد المدنية لأنفسنا ولا تريد تركيا لنفسها ذلك ، فالتخلف سيعود لا محالة لتركيا بعد سيطرتها على العالم العربي ، ومن أجل ذلك كان المظاهرات التركية ، ومن أجل ذلك كانت هرع مؤسسات مصرية واضحة منافقة لمرسي والإخوان بقيام تبادلات أو مباريات أو مع مؤسساتها المناظرة والسبب أن تخزي المظاهرات التركية باستعدادنا الكامل للإحتلال !!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!! ويكون لأوردغان الحق بها في فعل ما يشاء في بلاده وسحق كل مظاهرة تقوم فالمؤسسات المصرية تقدم الولاء له في بجاحة دون حياء من الله تعالى ولا خوف على أوطان ولا على أرزاق ومصالح أمة وتاريخها ، وبذلك تلغي أمجاد أمة كاملة في صراعها منذ عهد محمد على حتى الآن ، وبالمناسبة فإن الجيش المصري إذا لم يقف ضد هذا الإجرام الداخلي والخارجي فأنه يهدم تاريخ صانعه وبانيه فلم يكن للجيش المصري وجود بالمرة قبل محمد على ولم يكن للعلم ولا للحياة المدنية وجود قبل محمد على ولم يكن لاسم مصر ذاتها وجود وكيان قبل محمد على .. إن الروح الوطنية التي بدأها محمد على وقام عليها ابن مصر البار رفاعة الطهطاوي وعلى مبارك والشيخ محمد عبده لتصرخ بكل حزم إلى رفاق الوطنية الأحرار أن يكون يدا على من يفرقونهم دائما وأن يتحدوا وإن ينظروا إلى الأصول الوطنية للمحافظة عليها فإن وحدتنا حول وطنيتنا مهما كانت انتماءاتنا هي السبيل الوحيد لوجودها وسلامتها وتحديثها ورفعتها وازدهارها .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق