الأحد، 16 يونيو 2013

مرسي والثورة الوطنية

مصطفى عبد العاطي_ مصر 





مما لا شك فيه أن تضييع مرسي للثورة الوطنية كان بيديه مثلما أن تضييعه لماء نيل المصريين كان بيديه سواء بسواء ، فإذا كان قد جاء من أثيوبيا وتم إعلانها عن تحويل النيل بما يعني صراحة اتفاقهم معه دون أن يرد عن نفسه بأدنى أسلوب رغم تنبيهنا عن ذلك ، فإنه اليوم يتكلم باسم ثورة 25 يناير أمام الأصوليين الجدد وحدهم ، فأين المصريون من مرسي ؟؟ وأين الثورة الوطنية منه ؟؟ إن مرسي بذلك قد قطع علاقته بالمصريين وقطع علاقته بالثورة الوطنية وأقام نفسه حاكما للأصوليين الجدد وحدهم في بلادنا .
والحقيقة أن خطاب مرسي اليوم يعد خطابا تاريخيا في حياة المصريين ، فالرجل الذي تآمر على مياه النيل دون أن يدفع أحد نحوه خطوة واحدة إلا إلى الوراء في سبيل تثبيت نظامه الأصولي يمكن أن يهدد في سبيل ذلك بكل شيء مهما عظم ، ويمكن الخروج من خطاب مرسي اليوم بما يلي :
1ـ إن اجتماع مجلس الأمن والعالم الغربي والأصوليين حول سوريا في لحظة واحدة يدل على أخذ مرسي الضوء الأخضر لفعل خطابه وقراراته الناجمة عنه .
2ـ إن زيارة حماس المرتقبة قبل 30 يونيو ووجود الهوس حول سوريا الآن يبدي في وضوح أن اتفاقا ضمنيا قد تم على أن تكون مصر نموذجا سوريا إذا ما نجح تمرد الشعب المصري على مرسي في 30 يونيو ، وقد يختلف البعض معي في هذا التكهن ، لكن مخاوفي على المصريين أهم عندي من كل شيئ ولو كان ذلك هو الخطأ في توقعاتي ، فدفع المضرة مقدم على جلب المصلحة ، فتقسيم البلاد ودفعها إلى أتون سوريا وارد كما يشير ذلك الهوس بالمسألة السورية داخليا وخارجيا والذي يبدو أنه مجرد تغطية لتوصيل الرسالة .
3ـ إن رمي تهمة تمرد وأعباء 30 يونيو على المعارضة التي لا تملك رصيدا فعليا لها في الشارع المصري جاهز كما أعلن ذلك مرسي ، وإذا كان مرسي حملها مسئولية انقطاع مياه النيل برفضها الوقوف معه في معترك القضايا كما يتصور فإنه سوف يحملها كل مسئولية ما يحدث في 30 يونيو وبكل أسف هناك البعض ـ وأؤكد على ذلك ـ من يمكن اللعب على ذلك في صالح النظام .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق