الجمعة، 21 يونيو 2013

صدق الشعور هو الأرضية الأولى للإبداع




جمال الموسوي \\مدير مكتب \\البرقية التونسية \\بالعراق

حوارمع الشاعرة التونسية أمان الله الغربي بقلم الأكاديمية منى بعزاوي
نرحب بضيفتي الشاعرة التونسية الرقيقة أمان الله الغربي صاحبة الحرف الشعري الثائر و الاحساس الأنثوي الراقي و التي ألمت بمختلف الألوان الشعرية و مزجت بين الذات و الوطن في مختلف كتاباتها
أهلا و سهلا
1-الشاعرة أمان الله الغربي شاعرة تونسية . لو تقدم نفسك للقارئ الذي لا يعرفك ؟
أمان الله الغربي أصيلة معتمدية دارشعبان الفهري من ولاية نابل نقوش هي حروف الخضراء على صدري وعلمها يلف جسمي عزة من رأسي حتى قدمي، هي تونس العزيزة بأنتمائي لترابها بكل فخر درست اللغة العربية بكلية الاداب والعلوم الانسانية بمنوبة ثم دخلت ميدان العمل ومواكبة الحياة الاجتماعية اخترت طريقا تستهويني فيه كل ميولاتي وهو رياض الأطفال بما فيه من مسرح ورسم وغناء وبراعة وتعبير جسماني وهي تقريبا كل هواياتي وأفضلها بعد الشعر الرقص لأنّي أحس فيه نشاطا وتجددا وإبداعا جسمانيا فالجسم عبارة عن ريشة يرسم لنا لوحة راقصة توحي لك بالشخص نفسه وتجعلنا في عالم ابداع هو أنت ولذاتك كنت مديرة وصاحبة روضة أطفال لمدة 18 سنة ولأسباب مرضية تخليت عن مشروعي والأن متفرغة كليا لكتابة الشعر منه النثري والغنائي تونسي ومصري وبدأت تجربتي الأولى في كتابة المسلسلات وهو تطلعي وأفقي الذي أرنو إليه .
2- متى اكتشفت نفسك شاعرة ؟ و ما هي أول قصيدة كتبتها ؟
بدأ اكتشافي لسيل القلم أيام الجامعة ومع سن المراهقة خاصة أنّي أدرس لغة عربية كاختصاص وكل المحاور في هذا الصدد ترغمك على عيش الشعر ومحاكاته وأنا بطبعي من أحباء الكلمة الرنانة فليس كل من رسم بحرا أتقن العوم فيه ولا كل من كتب حرفا مس أحاسيسك في الصميم فأنا أعمل جاهدة على الارتقاء بالحرف إلى سماء المعاني الهادفة وتطورت ملكة الشعر يوما بعد يوم ورغم اهتمامي الأول بعائلتي وعملي طيلة سنوات إلاّ أنّ هذا لم يحد من عزيمتي أو يبعدني عن الحرف وجنونه.
إلى أن دخلت هذا العالم الافتراضي وبدأت مسيرتي الحقيقية واقتربت من الواقع الممزوج بالخيال و الذي يحاكي واقع قلمي وحب الناس لكلماتي من خلال شبكات التواصل الأجتماعي ” فايس بوك ” وازدات مسؤوليتي بدعمهم أكثر فأكثر ككل قلم أتعرض للنقد البناء والإنتقاد الهادم المحبّط وتظل دائما الشجرة المثمرة من يرميها الناس بالحجارة أدامها الله علينا أؤمن فقط بحب الناس وقلم يرسل لهم الإحساس هذا الأهم لي ، أحيانا يهاجمون أفكاري علنا ويرون جرأة قلمي غير مقبولة لديهم ولكن رؤيتي مختلفة وأؤمن حد النخاع بأفكاري أنا ” قبانيّة الكتابة ” ولا أرى من الجرأة التي لا تعتدي على أحد خطأ فأمان تحاول غسل أوجاع الناس وتنطق بما لا يقدرون على قوله بصدق الاحساس و المشاعر من أجل رسم صورة شعرية بناءة وأرسم جميع أبعادها من كل جوانبها أول قصيد أتذكره كان اسمه ” أتحداك ولن أنساك “

أتـــــــــحــــداك ولــــــــــــن أنــــــــــــــساك
أتحداك إن لم تحرقك صدى
الضحكات
أتحداك إن لم ينفطر قلبك على
الذكريات
أتحداك إن لم تغرورق عيناك
على ما فات
أتحداك إن لم تتمنى حضني
ولو سويعات
أتحداك إن لم تصرخ بقمة الألم
يكفيني
يا امــــــــــــرأة
آهـــــــــــــــــــــات
من بين رجال العالم
أنا وقلبي
اخترناك
فرميت بنا من النور
إلى الظلمات
أقسم بربي جميع من حولك
قد ينسوك
وأبدا لست من تنساك
أتحداك ولن أنساك
ستعشق كبريائي
في هواك
تشتاقني وأبدا مجددا
لن ألقاك
فنون عذابي إليك لم ولن
تراها عيناك
فكيف لي يا معذبي أن
أنساك؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
يا من سلخ جلد قلبي
بسوط لسانه
وهانت عليه دموعي ونزيف
كياني
بالأمس أسكنتك بيت عيوني
فكنت قراري
واليوم صرت لي قصة غرام
تستهويني في
منامي
أتذكرررها فقط
لأحاسب نفسي على سوء
اختياري
أتحداك إن كنت قادرا على
نسياني
فأنا امرأة من زمن
الخيال
وبطلة غرامك سيدي
أسطورة
والأسطورة بكل تواضع
تخلد
فــــــــــــــــــــــــي الأذهـــــــــــــــــان
صدقا لن أنساك و لن تنساني
بقلم أمان الله الغربي
3- الشعر بصوت الأنثى له بصمة خاصّة . هل تتفقي معي في هذا الرأي ؟
للعدل أختار الجواب الوسط ولأشد على يد سؤالك أرجح موافقتك
لأنّ الحبر إحساس صادق ينبع من قلم الوجدان ويصب في بحر المشاعر الجياشة قد يكون واقعا مريرا أو تجربة صادقة أو هو تلك المعاناة وقد يكون بالمعاينة لواقع فصدق الشعور هو الأرضية الأولى للإبداع سؤالك سيدتي في ذكاء جميل حيث قلت الأنثى فأقول حد النخاع موافقة ولكن إن قلت امرأة سأقول جوابي الأول الذي يضعها بنفس الميزان تعادلا مع الرجل لأن الأنثى كتلة متفجرة وبركان متأجج من الأحاسيس الداخلية الممزوجة بالواقعية
4- بدأت أمان الله الغربي كتابة الشعر في بداية مرحلتها الجامعية . فهل تعتبرين أن احتكاكك بفضاء الجامعية كان انعكاسا أو انفتاحا على عالم الشعر و على ابداعاتك عموما ؟
إلى حد كبير الحياة الجامعية و الإحتكاك بهذا الفضاء صقل قلمي وطور موهبتي كنت بين الكتب نهار وفي فترات محاطة بمجانين البوح ولا يسعني إلا اتباع جنونهم وأرتشف معهم كأس الشعر على طاولة السباق لنحتسي أجمل الكلام بيننا
5- كتابات أمان الله الغربي متنوعة . هل لك إيديولوجيا أو مرجعية خاصّة لإبداعاتك ؟
كتابات أمان الله مختلفة ومتنوعة كتبت في الوطن والأم والعروبة والأمل و الجرح ولربما غلّب عليها طابع العشق وتميزت بها .
ليس لدي ايدولوجيا معينة غير المجتمع الماثل بين يدي والعالم اليوم بنسقه الذي نعيشه مرجعيتي الواقع الأليم الذي نحياه وبعض التجارب الخاصّة قد تكون مرجعيتي حالات تأثرت بها أو حتى صورة أعجبتني أعيش بخيال قلمي، معه اتعايش مع كل كل الظروف . الشعر في حد ذاته مرجعية و خاصة الشعر الحديث و أنحاز كثيرا للقصيد النثري الذي يمنح قلمي السباحة في كل البحور والقوافي بلا قيود
6- كتبت كثيرا عن العشق . فماذا يعني لك العشق كمفهوم ؟ و ما هي أبعاده في كتابتك ؟
العشق في مفهومي ذاك جنون المشاعرالقوية المتسلطة على قلبك دون تدخل عقلاني كما كيمياء متبادلة بين اثنين فليس كل من أحب هو عاشق والعكس بالعكس و العشق لغة تبدأ مع العيون والحب لغة تبدأمن الأذن لكل احساس لذلك العشق كأرجوحة بين السماء والأرض معلق ألتقي فيها بالحبيب و أطمح للوصول إليه كنجم أرغب في إمساكه فأحاول من أجله كسر الحواجز من أجل الذود بمبادئ ترتسم لك في عينيك فتجعل الشتاء ربيعا لا بفارق مخيلتك ويصبح الساعة وكل الزمن لك تبكي لأجله وتتلذذ احتراقك. بالنسبة للأبعاد لا تنحصر في فكرة معينة إنما في جملة أفكارأحاول من خلال حبري أن أعطي للقارئ صورة جميلة يقتدي بها الرجل كيف يتعامل مع مخلوقةأو مع ضلعه الأعوج ويحتويها إيجابيا وللمرأة كيف تكون لرجلها أنثى مثالية من حبري أراسل قلوبهم وبحرفي أحمل عنهم همومهم أحاول أن يفهمني البسيط والمثقف ويندمجوا مع كلماتي من أجل ترسيخ قيم سامية وعالم وردي لكل الناس والأمّة العربية بعيدا عن وخز أشواك الحياة إلى أهداف نبيلة نتوق لتحقيقها في عقلنا الباطن. دوما أعتبر الشعر كالصدقة على القلوب تحسب لك في ميزان أعمالك وتجزى عنها كل خير أزرع في أراضي قنوطهم أملا وأحمل إليهم في ظلمة أحاسيسهم شمعا ليشعروا مع الأمنية بالأمان في فكرة الحلم.
7- صوت الذات حاضرة بكثافة في كتاباتك . فمن تخاطبين تحديدا ؟
صحيح القارئ لكلماتي يحس برنين خلخال الذات بتراقص على سطوري وأول من أوجه له حديثي هي مرآتي الطابعة لصورتي أكلم أمان الله قبلا ليتحول صوتي إلى العالم بعدها يشعر بأحاسيسي فأمان الله هي أنثى تركب مكعبات النساء في أسطول قلمها لتعطي الصورة المثالية لامرأة اليوم وتخاطبهن في بقاع العالم وليس غرورا إن قلت أحب أن أكون بصورة الأنثى وأطمح للنساء كلهن بهذا لتستقر البيوت ويعّم الصفاء فالمرأة مرآة مجتمعها بها تستقيم الأمم وبها يتحطم الوحل .
8- كتبت عن معاناة و ألم البلدان العربية المحتلة . فهل تعتبرين أن صوت الشاعر هو صوت الوطن ؟
كتبت عن ثورة تونس وعن مصر وعن سوريا وفلسطسن وعن سبات العروبة الجامدة في قطرة العسل الشاعر نعم صوت الوطن وصرخته تبوح للعالم بمعانى الشجن فالقلم هو الرصاصة القاتلة دون دماء يكرهها السفهاء و الشاعر هو ثورة الشعب وممثل طبقات المجتمع من لا يحس بألم وطنه لن تهتز له القلوب
فالكتابة في الوطن من أروع لحظات الإبداع بأحاسيسه صادقة فهو الانتماء والوطنية هي أهل الفخر والهوية.
9- أنت بصدد اصدار سلسلتين أدبيتين : الأولى من أحلام سندريلا و الثانية من ليالي شهرزاد . فلماذا هذا التركيز على تاريخ المرأة الأنموذج ؟ و هل تبحث أمان الله الغربي عن حلم مفقود ؟
السلسلتين اللاتي اخترتهما هما من أروع القصص الخالدة في فكر مجتمعنا فركزت عليهما وحاولت أن أكتب برؤيتي الخاصة فسندريلا واقع للمرأة الصبورة المتأرجحة بين أرض الواقع والخيال وفي الوسط خيوط أمل تنسج لها نور الأمنية ومستقبل ينذر بالفرحة.
وشهرزاد أسطورة راقية تداولتها العصور عبر العصور إلى يومنا هذا تبث بطرق مختلفة وتناولتها أمان الله بصورة مختلفة عن المعهود ، جعلت شهرزاد ترحل إلى شهريار الذي ينتظرها كل ليلة ولا يعرف من أي مكان تهب إليه قد تكون من خلال دمعة قمر أو من عبير وردة أو من ثورة موجعة ويظل ذلك الشوق بينهما وذكاء الأنثى مفتاح باب حياتها ويومها الجديد في العيش وفعلا أمان الله تبحث عن أحلام مفقودة وأماني سامية منشودة أحلم بصورة المرأة التي لا تكبلها عقد السلطان أو تفصل بينها وبين حبيبها غربة الحرمان
10- لكل شاعر في العالم رسالة يوجهها للقارئ و المجتمع . فما هي رسالتك ؟
رسالتي بالمختصر فكر أنيق ينير طريق القارئ و يتجاوز التلوث الفكري و الأخلاقي .
11- الشاعر ليس له كلمة ختام لأنّ قلمه إستمرار و تواصل . فماذا تقولين للقراء الذين يتابعونك ؟
لا يمكن أن يكون الشاعر كلمة ختام لأنّه في عالم متواصل الأحداث ومشاعره تتضارب باستمرار لأن الشاعر ليس بالانسان العادي له شحنة زائدة يوظفها حسب واقعه كما يأتي إليه أو حسب تجاربه الخاصّة وعالمه حرف يرفعه وذبذبات يحدث بها الطرف الآخر صدق التعامل لينتج شعرا دائم الاسترسال
أقول لقرائي أولا وأخيرا شكرا لكم جميعا فردا فردا أنتم دعمي وسببا في تألق حرف أمان أعدكم فقط أن أسعى إلى التمّيز في رحاب الكلمة وأن تفخروا بشاعرتكم دوما مع حبي وتقديري للجميع ….

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق